عبد الرحمن القادري، تعرف عليه المشاهدون في الجزء الثاني من مسلسل "الهيبة" بشخصية "برهوم" الذي كان أحد أفراد العصابة التي تعمل ضد "جبل"، فكرهه الجمهور، وخرج من المسلسل مقتولاً على يد "جبل"، ليعود في الجزء الرابع بشخصية "زكور"، وهو الشقيق التوأم لـ"برهوم"، الذي يسعى إلى الانتقام لشقيقه، ثم ينقلب 180 درجة، لأن الشخصية ليست شريرة في عمقها.
موقع "الفن" إلتقى الممثل عبد الرحمن القادري، الذي دخل المجال بعد جهد، وهو الذي لم يدرس التمثيل.
كيف تعرفت على أسرة "الهيبة" وعملت معهم؟
يعود الفضل إلى الله، وإلى الأستاذ سامر البرقاوي. أنا من سكان البقاع الغربي، لدي موهبة التمثيل، وأردت أن أدخل المجال. كانت لدي عدة محاولات، وطرقت أبواب العاملين في هذا المجال، ولكني لم أوفق، ولم أجد الدعم المناسب. فقمت بالبحث عن رقم المخرج سامر البرقاوي، وتكلمت معه، وقلت له إني أحب التمثيل، ولدي الموهبة، فعند مروره على المصنع، مرّ بقريتي في البقاع الغربي، والتقاني لمدة عشر دقائق، وقرر بعدها أن أعمل في مسلسل "الهيبة"، وكانت أول وقفة لي أمام الكاميرا في الجزء الثاني من مسلسل "الهيبة".
في 1 شباط 2018، بدأ تصوير المسلسل في سوريا، ولم أكن أعرف بعد ما هو دوري فيه، إتصلت بالأستاذ سامر، فالتقاني في بيروت في 4 شباط، وقال لي "أنا أحضر لعمل عالمي، إن لم تعجبني مشاهدك سألغيها". عند وقوفي أمام الكاميرا لتصوير أول مشاهدي، صفق لي، ولم يصدق أنها أول مرة أصور فيها.
عملت في أربعة أجزاء من "الهيبة"، بالإضافة إلى الفيلم، وكنت أساعد الممثلين بأداء اللهجة البقاعية، ومثلت في جزأين من مسلسل "ما فيي" للمخرجة رشا شربتجي، وفي مسلسل "بروفا" أيضاً لرشا شربتجي، وفي مسلسل "دولار" للأستاذ سامر البرقاوي، و"آخر الليل" للمخرج أسامة الحمد. بدايتي كانت في الجزء الثاني من مسلسل "الهيبة"، "الهيبة-العودة"، حيث جسدت شخصية "برهوم"، الذي هو أحد رجال "هولو"، الذي يجسد شخصيته الممثل فادي أبي سمرا. الشخصية ينتهي دورها في الجزء الثاني، حيث يتم قتلها من قبل "جبل"، الذي قتل "هولو" و"ناظم العالي" أبو البنات، والعصابة كلها.
وعدت في الجزء الرابع، بشخصية "زكور"، الذي يتبين أنه الشقيق التوأم لـ"برهوم"، وهو شبيه له، ودوره هو أن ينتقم لشقيقه. في هذا الجزء، كنت أحد رجال الممثل عادل كرم، الذي جسد دور "نمر". ودارت القصة حول مشاكل ومحاولات لأخذ الثأر، ولكني لم أستطع. في آخر مشهد في الجزء الرابع، يدخل الممثل تيم حسن على "زكور" ويتكلم معه، ويخبره "زكور" أن لديه ثأراً عنده وكلاماً من هذا النوع. وفي هذا المشهد المؤثر، يعطي "جبل" مسدسه لـ"زكور"، طالباً منه أن يأخذ بالثأر وجهاً لوجه. تجدر الإشارة إلى أن شخصية "زكور"، رغم أنه الشقيق التوأم لـ"برهوم" بعيدة جداً عن شخصية الأخير، إذ إن "برهوم" كان مجرماً قاتلاً جزاراً، في حين أن "زكور" طيب القلب، ومثقف.
ماذا كان دورك في مسلسل "ما فيي"؟
شاركت في الجزء الأول من المسلسل بـ 15 مشهداً، وكان دوري افتعال مشاكل في المعمل، وفي الجزء الثاني، جسدت شخصية أساسية، وهي شخصية "مفيد"، الذي يوقف العمال عن العمل، ويقف في وجه الممثلين جو طراد وفاليري أبو شقرا. كنت زعيم العمال، وأقوم بتحريضهم، لأننا لم نكن نحصل على حقوقنا.
ألم تخف من أن يكرهك المشاهدون لأنك ضد "جبل" الذي يحبونه؟
على العكس، دور "برهوم" شكل تحدياً بالنسبة لي، أردت أن أعرف إذا كنت مناسباً للدور، وأن أختبر كره الناس، لأنه في التمثيل، عندما يكرهك المشاهد، فهذا هو النجاح بحد ذاته، وفعلاً لاحظت أن الناس كرهوني. كان الناس يوجهون إليّ كلاماً مؤذياً، وأنا أحببت هذا الأمر، وأخذت الأمور بروح رياضية. في الجزء الخامس تنقلب الأمور، وأصبح اليد اليمنى لـ"جبل".
آخر مشهد في الجزء الرابع، عندما يدخل "جبل" ليكلم "زكور"، ويعطيه مسدسه لينتقم، يؤثر عليه، بمعنى أن "زكور" يدرك حينها الحقيقة التي هي أن "جبل" على حق وشقيقه "برهوم" هو المخطئ.
في الجزء الخامس، بعد موت "صخر"، شقيق "جبل" في بيروت، يقرر "جبل" أن ينزل بموكب إلى بيروت، فأقوم بتوقيف الموكب لأقول لـ"جبل": "مش حلوة ضل هون، كل زلم الهيبة معك، أريد أن أنزل معك"، فيقبل بأن يأخذني معه في الموكب، وأصبح من رجال "جبل"، ويده اليمنى، لكن كل المحيطين به من "الشايب" و"علي" يكرهوني، خوفاً من أن أغدر بهم، إلا أن شخصية "زكور" تكون جيدة، فيقوم بإنقاذ حياة "جبل" من جاسوس، وذلك في الحلقة الرابعة من الجزء الخامس.
هل لاحظت أنك عندما أصبحت في صف جبل أصبح الناس يحبونك أكثر؟
فعلاً، لا أعرف لماذا انقلبت الأمور 180 درجة، وأصبحت أسمع كلاماً جميلاً، ولمست تفاعل المشاهدين معي بشكل جميل.
هل تعتبر أن دورك في "الهيبة" فتح لك أبواباً جديدة؟
أعتبره دوراً محورياً، لأنه ليس من السهل أن يعود ممثل إلى العمل بمسلسل بهذا النجاح بشخصية ثانية. لم يدرك المشاهدون أن "زكور" و"برهوم" هما نفس الممثل، إلا عندما أعلنت عن ذلك على صفحاتي على وسائل التواصل. الشخصيتان مختلفتان، حتى على صعيد الشكل. أود أن أشكر الممثل وسيم قزق، الذي جسد شخصية "أبو الوليد"، لأنه ساعدني كثيراً.
وماذا عن فيلم "الهيبة"؟
لم أتوقع أن أعمل في الفيلم، لأنه في إطار القصة، نذهب إلى تركيا لاصطحاب "ناظم العالي" الذي لا يزال على قيد الحياة، وهو كان سبب كل المشاكل في "الهيبة"، هذا الرجل العجوز، الفيلم عبارة عن اصطحاب ناظم العلي من تركيا إلى الهيبة لنقتله، لأن "أم جبل" لم تقبل بأن نقتله في تركيا. كذلك في تركيا كنت اليد اليمنى لـ"جبل"، وكنت معه في كل المعارك.
هل يمكن أن نقول إنك استفدت من خبرة الممثل تيم حسن خلال مشاركتك في "الهيبة"؟
الأستاذ تيم حسن بطل خرافي، ويعطي من قلبه للممثل الذي يقف أمامه، إن كان ممثلاً كبيراً أو ممثلاً جديداً. في المشهد الذي يدور حول قتله بسبب الثأر، وهو مشهد صعب جداً بالنسبة لي، لم يتردد في أن يجري معي بروفا، ويعطيني النصائح، أنا أشكره لأن نصائحه ساعدتني كثيراً.
العمل في "الهيبة" إمتد لسنوات، الخبرة نأخذها من المخرج سامر البرقاوي، الذي ساعدني كثيراً من خلال التعليمات التي أعطاني إياها، خصوصاً أن مشاهدي في وجه بطل العمل، وليست أمام بطل ثانٍ أو ثالث.
هل تسنّى لك أن تلتقي الممثلة القديرة منى واصف في الكواليس؟
السنديانة الدمشقية منى واصف لا تقدر بثمن، أطال الله في عمرها، وكنا نشرب القهوة معاً جميعاً. في الجزء الثاني، أدت مشهداً وأبكت كل الذين كانوا حاضرين في موقع التصوير، فاقتربت منها، وقلت لها "أطال الله في عمرك، وأنا أتمنى أن أصل في عملي إلى هذه المرحلة، وأن أبكي الممثلين في موقع التصوير"، فأجابتني "عندما تحب عملك، تصل إلى أي مستوى تريده".
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
وصلت إلى مستوى معين في شخصية "زكور"، ولا أريد العودة إلى الوراء، أريد عملاً بنفس المستوى. وأوجه شكري إلى شركة الصباح منتجة العمل، والأستاذ زياد الخطيب، على الدعم الذي قدموه لي.